مصطفى عاشور**

عرف العالم العربي الصحافة في نهاية القرن الثامن عشر عندما صدرت أول جريدة في مصر على يد “نابليون بونابرت” عام (1798م)، وهي صحيفة “كورييه دويلجييت”، ثم توالى بعد ذلك إصدار الصحف، وكان أول من استعمل لفظة الصحافة بمعناها الحالي هو الشيخ “نجيب حداد” منشئ صحيفة “لسان العرب” في الإسكندرية، وكانت الصحافة تسمى قبل ذلك بـ”الوقائع”، وكان أشهرها جريدة “الوقائع المصرية” التي أنشأها “رفاعة الطهطاوي”.

أما الصحافة النسائية فنشأت في العالم العربي بعد فترة من نشأة الصحافة، وكانت بداية نشأتها تعبيرا عن آمال المرأة ومساعيها للمطالبة بحقوقها التي هضمتها بعض التقاليد الاجتماعية التي كانت بعيدة عن الشريعة الإسلامية.

نشأت في العالم العربي بعد فترة من نشأة الصحافة، وكانت بداية نشأتها تعبيرا عن آمال المرأة ومساعيها للمطالبة بحقوقها التي هضمتها بعض التقاليد الاجتماعية.

وقد حملت الصحافة النسائية في نشأتها الأولى هموم المرأة ومعاناتها، فكانت ذات هدف ورسالة ترى ضرورة تحقيقها؛ لإنقاذ المرأة من الواقع المتردي في تلك الفترة، والذي خلقته التقاليد الجامدة والاستعمار الغربي؛ ومن ثم كانت الصحافة النسائية في تلك الفترة تحمل مشروعا للنهوض بالمرأة الشرقية وترقيتها، وإن كانت هناك رؤى مختلفة حول هذا المشروع سواء العودة إلى تعاليم الإسلام باعتبارها القادرة على النهوض بالمرأة وحقوقها مرة أخرى، أو المشروع التغريبي الذي رأى ضرورة محاكاة المرأة الشرقية للمرأة الغربية.

 وأيا ما كانت صفة المشروع فإن الصحافة كانت تعبر عن هموم ومشاغل الرائدات الأول في النهضة النسائية للنهوض بالمرأة والدفاع عن قضيتها.

ويلاحظ في شأن الصحافة النسائية أن غالبية رائداتها الأُول كن من المسيحيات الشاميات خاصة اللبنانيات، وأن هؤلاء اخترن في الغالب القاهرة لتكون نقطة البداية لانطلاقهن؛ نظرا لأنها كانت الساحة الرئيسية التي تتصارع عليها مشاريع النهضة في المشرق العربي.

ولكن بعد فترة من صدور الصحافة النسائية وخاصة بعد استقلال الدول العربية، حدث نوع من التغير في اهتمامات الصحافة النسائية؛ حيث لم تعد تركز في الغالب على قضية المرأة، ولكنها انصرفت في مجملها إلى تناول اهتمامات المرأة بصفة أساسية من حيث الموضة والمكياج والطفل وغير ذلك، وربما يرجع ذلك إلى أن كثيرا من الحقوق التي كانت تنادي بها الرائدات الأُول في الصحافة النسائية قد تحققت مثل: تعليم المرأة، وحقها في التصويت والخروج للعمل، وهو ما جعل تلك الصحافة تنصرف إلى اهتمامات المرأة.

 ولوحظ كذلك أنه مع التطور في الحركة النسائية تميل الصحافة النسائية إلى أن تشبه الصحافة التي يديرها الرجل.

الصحافة النسائية في مصر

كانت مصر هي أول بلد عربي تولد فيه الصحافة النسائية، وكانت مجلة “الفتاة”التي أصدرتها اللبنانية “هند نوفل” بالإسكندرية هي أول مجلة نسائية تصدر في العالم العربي في (20 من نوفمبر 1892م= 1من جمادى الأولى1310هـ)، وكانت شهرية علمية تاريخية أدبية فكاهية، وعدد صفحاتها حوالي 40 صفحة.

وقد حصلت هذه المجلة على صيت واسع في العالم العربي؛ ولذا لقبت “هند” بـ”أم الصحفيات”، وكانت مجلة “الفتاة” تتحاشى الأمور السياسية، ولا تنزع إلى المشاحنات الدينية، وكان مبدؤها الذي أعلنته هو “الدفاع عن حق المرأة المسلوب، والاستلفات إلى الواجب المطلوب”، وقد نشرت “الفتاة” فصولا عن أوضاع المرأة في السابق، وفي القرون الوسطى، وقارنت بين ما بلغته المرأة في أثناء ظهور المجلة من ثقافة وعلم، وبين حالها في السابق. ومن الطريف أن المجلة بعد عددها السادس توقفت؛ لأن “هند” تم خطبتها، ثم عاودت الصدور مرة أخرى، لكنها توقفت نهائيا في بداية عام (1894م) لانشغالها بالزواج والأولاد.

لكن المسيرة التي بدأتها “هند” لم تتوقف حيث إنها كانت فاتحة لطريق طويل سارت فيه عدد من الرائدات، فبعد عامين من توقف “الفتاة” ظهرت “الفردوس”لصاحبتها “لويزا حبالين” في (15 من يونيو 1896م) في القاهرة، وكانت مجلة شهرية عائلية لا تخلو من الموضوعات العلمية.

 وأمام هذا الانفتاح أمام الصحافة النسائية قام اللبناني “سليم سيركس” بإصدار مجلة نصف شهرية بعنوان: “مرآة الحسناء” عام (1896م)، وحتى يحقق لها قبولا في الأوساط المختلفة استعار لنفسه اسما نسائيا هو “مريم مزهر”، لكن المجلة توقفت بعد عام هي الأخرى. وفي هذه الفترة ظهرت مجلة نسائية مهمة حققت هي وصاحبتها شهرة كبيرة في الأوساط العربية، وهي مجلة “أنيس الجليس” في (31 من يناير 1898م) بالإسكندرية التي أصدرتها الشامية “ألكسندرا فيرنيوه”، وقد استمرت هذه المجلة عشر سنوات، ونالت من الصيت والذيوع ما لم تنله غيرها من المجلات النسائية في وقتها، واستطاعت هذه المجلة أن تدخل إلى قصور الأميرات والسلاطين والأعيان في الشرق، وتقديرا لصاحبتها قام شاه إيران “مظفر الدين شاه” بمنحها لقب “كوكب الشرق”، وأنشأ لأجلها وساما خاصا بالنساء، كما منحها السلطان العثماني “عبد الحميد الثاني” وسام “الشفقة” من الدرجة الأولى مرصعا بالأحجار الكريمة.

كذلك أصدرت اليهودية اللبنانية “إستير أزهري” مجلة “العائلة” في (مايو 1899م)، وكانت مجلة نصف شهرية أدبية، وقد تحولت إلى جريدة في (مارس 1904م)، وتابع ذلك ظهور عدد من المجلات الأخرى مثل: “مجلة الهوانم” الأسبوعية التي أصدرها عدد من الرجال في (15 من إبريل 1900م)، ومجلة “الزهرة” في (8 من مايو 1902م) في الإسكندرية أصدرتها “مريم سعد”. وفي (إبريل 1903م) أصدرت اللبنانية “روزا أنطوان” مجلة “السيدات والبنات” التي توقفت بعد عام من صدورها، ثم عاودت الصدور مرة عام (1920م) تحت اسم “السيدات والرجال”، أما مجلة “فتاة الشرق” التي صدرت في (15 من أكتوبر 1906م) على يد اللبنانية “لبيبة هاشم”فكانت أشهر مجلات الشرق النسائية، وقد توقفت هذه المجلة عام (1939م).

أما أول مجلة نسائية أصدرتها سيدة مصرية فكانت مجلة “الريحانة” التي أصدرتها “جميلة حافظ” في (27 من فبراير 1907م)، وكانت مجلة أدبية شهرية، ثم تحولت إلى جريدة في (20 من مارس 1908م)، لكنها توقفت بعد فترة لأسباب مالية، وكانت ترى في الإسلام طريقا لتحسين أوضاع المرأة، ثم تتابعت المصريات في إصدار الصحف والمجلات، فقامت “فاطمة نعمت راشد” بإصدار مجلة “ترقية المرأة” في (3 من مارس 1908م)، وقد دعت صاحبتها إلى قيام أول جمعية نسائية وهي “جمعية ترقية المرأة”، وفي (5 من يوليو 1908م) قامت ملكة سعد بإصدار مجلة “الجنس اللطيف” الشهرية التي توقفت عام (1925م).

وفي القاهرة صدرت أول مجلة متخصصة في تعليم المرأة الأعمال اليدوية في (ديسمبر 1908م) باسم مجلة “الأعمال اليدوية للسيدات”، ومن المجلات التخصصية أيضا مجلة “أمهات المستقبل”التي أصدرتها “تفيدة علام” عام (1930م)، وكانت لسان حال جمعية الشابات المصريات، وكانت شهرية أخلاقية، وقد توقفت بعد عامين من صدورها، وكذلك مجلة “الطالبة” التي أصدرتها “منيرفا صادق” عام (1938م)، واهتمت بشئون الفتاة وتعليمها، وتطرقت إلى الأزياء والرياضة والتدبير المنزلي، ومجلة “شيك” التي أصدرتها فاطمة راشد في القاهرة في (مارس 1941م)، وكانت تهدف إلى تعليم المرأة فن التجميل، وتوقفت بعد أربع سنوات من ظهورها.

ومن المجلات التي صدرت في مصر أيضا: صحيفة “العفاف” في (3 من نوفمبر 1910)، أصدرها “سليمان أحمد مهران”، وكانت تصدر مرتين أسبوعيا، وكان صاحبها يعارض بقوة تعليم المرأة وخروجها للعمل، ويطالب بإعطاء المرأة حقوقها الشرعية، واستمرت في الصدور حتى عام (1923م)، كذلك ساهمت “هدى شعراوي” في إصدار مجلتين هما: “المرأة المصرية” في (يناير 1920م)، واشترك معها “بلسم عبد الملك”، وقد سجلت هذه المجلة جميع خطوات الحركة النسائية المصرية في ذلك الوقت، كما احتضنت عددا من الأقلام النسائية الشابة. والمجلة الثانية هي “المصرية” التي أصدرتها سنة (1937م)، وكانت نصف شهرية مصورة، وعرضت للآراء المؤيدة لتحرير المرأة، وقد توقفت عن الصدور في (1940م)، كما لعبت نبوية موسى دورا في الصحافة النسائية فقد أصدرت مجلة “ترقية الفتاة”في (5 من يونيو 1923م) للبحث في شئون المرأة، ولتكون معبرا عن جمعية “ترقية الفتاة”، وظلت تصدر بانتظام حتى نشوب الحرب العالمية الثانية، ثم قامت نبوية بعد ذلك بإصدار مجلة “الفتاة” عام (1937)، وكانت مجلة سياسية أسبوعية، وكانت تلك المجلة أول دورية نسائية تهتم بفن الكاريكاتير، وتوقفت عن الصدور عام (1943م).

وقد عرفت مصر الصحافة النسائية “الإسلامية” مبكرا، وكانت أهم مجلة نسائية صدرت هي مجلة “النهضة النسائية” لصاحبتها السيدة “لبيبة أحمد”في (16 من يوليو 1921م)، وكانت مجلة أدبية تهذيبية اجتماعية، وكان لهذه المجلة بصماتها الواضحة في قضايا المرأة، كما أفسحت المجال لعدد من الأقلام النسائية من ذوات الرؤية الإسلامية مثل الدكتورة “عائشة عبد الرحمن”، ثم صدرت بعد ذلك مجلة “هاجر” في عام (1411هـ=1990م)، وكانت ملحقا تابعا لمجلة المختار الإسلامي.

ومن المجلات التي صدرت في مصر أيضا صحيفة “الجهاد” اليومية النسائيةالتي صدرت في (21 من ديسمبر 1924م)، والتي أصدرتها “زينب عبد الحميد” في الإسكندرية، وتعد أول جريدة نسائية لكنها توقفت سريعا، ومجلة “حواء الجديدة” التي صدرت في (14 من يناير 1955م) عن دار الهلال، والتي تطورت بعد ذلك وعرفت باسم مجلة “حواء”، والتي لا تزال تصدر حتى وقتنا الحاضر، ومجلة “هي” التي صدرت عن أخبار اليوم في (4 من أكتوبر 1964م)، والتي توقفت بعد فترة، ثم أصدرت الأهرام مجلة “نصف الدنيا” التي صدرت في (18 من فبراير 1990م)، وتعد من الصحافة النسائية الراقية في مصر والعالم العربي، ومن أهم المجلات النسائية التي ما زالت تصدر حتى الآن، وتصل أعداد توزيعها إلى عشرات الآلاف من النسخ أسبوعيا، ومن المجلات البحثية التي صدرت في القاهرة مجلة “المرأة والحضارة” التي أصدرتها الدكتورة أماني أبو الفضل، وتعد من المجلات الرصينة في مناقشة قضايا المرأة على المستوى الفكري.

الصحافة النسائية في السودان

تعد السودان الدولة العربية السادسة التي عرفت الصحافة النسائية، وكانت مجلة “بنت الوادي” أول مجلة نسائية تصدر في السودان عام (1946م)، وأصدرتها “تكوي سركسيان” وهي سودانية من أصل أرمني، ولعبت هذه المجلة دورا في تنشيط الأقلام النسائية للكتابة في الصحف، ولكن المجلة توقفت بعد ذلك بعامين لصعوبات مالية، ثم صدرت بعد ذلك مجلة “صوت المرأة”، وتعد أول مجلة تُحرر بأقلام نسائية، وصدرت عام (1955م)، وصاحبتها “فاطمة أحمد إبراهيم”، وكان لهذه المجلة إسهام في الحياة السياسية؛ ولذا تم تعطيلها أكثر من مرة حتى توقفت نهائيا عام (1969م)، وفي عام (1956م) صدرت مجلتان نسائيتان هما: “القافلة” ومجلة “المنار”، ولم تستمر أي منهما إلا عاما واحدا، كما صدرت مجلة “حواء الجديدة” عام (1969م)، والتي توقفت بعد عام هي الأخرى، وظهر عدد آخر من المجلات لم تعمر طويلا مثل: “المرأة الجديدة”، و”نساء السودان”، و”الأحفاد”، وفي عام (1990م) صدرت مجلة “عزة”.

الصحافة النسائية في سوريا

عرفت سوريا الصحافة النسائية بعد ما يقرب من خمسة وأربعين عاما من صدور أول صحيفة في البلاد، لكن هذا التأخر لا يعني أن المرأة السورية كانت بعيدة عن المجال الصحفي، فقد كانت “مريانا المراش” هي أول سيدة عربية تنشئ مقالا صحفيا في جريدة، وكان ذلك عام (1870م) في مجلة “الجنان”، وكذلك السيدة “وردة اليازجي” و”ماري عجمي”.

وكانت أول صحيفة نسائية عرفتها دمشق هي “العروس” التي صدرت عام (1910م) لصاحبتها “ماري عبده”، وقد توقفت عن الصدور مع الحرب العالمية الأولى، ثم عادت إلى الصدور مرة أخرى بعد انتهاء الحرب، وكان يغلب عليها الطابع الأدبي، ثم توقفت نهائيا عام (1925م)، ومضت عشر سنوات بعد صدور “العروس” حتى صدرت مجلة أخرى هي “الفيحاء” عام (1920م)، لكنها لم تستمر طويلا، وصدرت مجلة “دوحة المياس” في حمص عام (1928م)، ثم صدرت مجلة أخرى هي “الربيع” في (1935م)، لكنها توقفت بعد فترة قصيرة، وقد توقفت المجلات النسائية في سوريا بعد فترات قصيرة من صدورها، ولا يوجد إلا مجلة واحدة تصدر الآن هي مجلة “المرأة العربية” التي صدرت في (أغسطس 1962م) عن الاتحاد العام النسائي السوري.

الصحافة النسائية في لبنان

أما الصحافة النسائية اللبنانية فيحسب للبنانيين أنهم هم الرعيل الأول في هذا الاتجاه، فتعد مجلة “الحسناء” التي أصدرها “جرجي نقولاباز” عام (1909م) المجلة النسائية الأولى في لبنان، وكانت تصدر شهرية، وتعنى بالأخلاق والاجتماع وما يخص المرأة، وتوقفت بعد ثلاث سنوات، ثم قامت “عفيفة كرم” بإصدار مجلتين نسائيتين هما: “المرأة السورية”عام (1911م)، ومجلة “العالم النسائي الجديد” في (1912م) في نيويورك، فكانت بذلك أول صحيفة نسائية تصدر في أمريكا، واستمرت في الصدور حتى الحرب العالمية الأولى.

كذلك صدرت مجلة “فتاة لبنان” الشهرية لصاحبتها “سلمى أبو راشد” عام (1914م)، لكنها توقفت بعد ثمانية أشهر بسبب الحرب، كما صدرت مجلة “منيرفا”لصاحبتها “ماري يني”، ونظرا للظروف الاقتصادية إبان الحرب العالمية الأولى تم كتابتها بخط اليد، ثم توقفت بعد ذلك، كما صدرت مجلة “الفجر” التي أصدرتها الأميرة “نجلاء أبو اللمع” سنة (1919م)، واستمرت في الصدور خمس سنوات، وكانت تحتجب المجلة عن الصدور في فصل الصيف، ومجلة “الخدر” سنة (1919) أصدرتها سيدة مسلمة تدعى “عفيفة صعب”، واستمرت عشر سنوات، وكانت تصر على احتياج الحجاب للعلم، ومجلة “المرأة الجديدة” سنة (1921م)، واستمرت ست سنوات لصاحبتها “جوليا طعمة”، ومجلة “صوت المرأة” التي صدرت عام (1945م)، وتوقفت عام (1965م)، ومجلة “المرأة والفن”، ومجلة “دنيا المرأة”، ومجلة “هي”، ومجلة “الحسناء” التي صدرت عام (1961م)،ومجلة “مود” وهي مجلة خاصة بالأزياء، وكانت تصدر بثلاث لغات.

وقد أثرت الحرب الأهلية اللبنانية على الصحافة النسائية، لكن بعد الحرب شهدت نهضة كبيرة، فصدر عدد كبير من المجلات منها: “اللبنانية”، و”مشوار”، و”فيروز” التي ما زالت تصدر حتى الآن،ومجلة “عفاف” التي صدرت عام (1985م)، وهي مجلة نسائية اجتماعية ذات صبغة إسلامية، وصاحبة امتيازها “آمنة عبد الله”، ومجلة “زينة” التي صدرت عام (1986م)، ومجلة “جمالك”، و”نور” وهي مجلة صدرت بالتعاون مع مجلة فرنسية بنفس الاسم، ومجلة “وفاء” عام (1991م).

الصحافة النسائية في العراق

عرفت العراق الصحافة النسائية مبكرا؛ إذ كانت رابع دولة عربية تصدر فيها صحف نسائية، وكانت مجلة “ليلى” لصاحبتها “بولينا حسون” أول صحيفة نسائية تصدر في العراق، وصدرت عام (1923م)، وكانت مجلة شاملة، وينشر فيها كبار مثقفي العراق، وقد توقفت بعد عامين من صدورها حيث صدر منها عشرون عددا، وبعد مضي أحد عشر عاما صدرت مجلة “المرأة الحديثة” عام (1936م)، وكانت مجلة أسبوعية تصدرها “حمدية الأعرجي”، وطالبت بضرورة تحرير المرأة، ولم تستمر هذه المجلة طويلا إذ توقفت بعد عددها الثامن، ثم صدرت مجلة “فتاة العراق” الأسبوعية في (29 من أغسطس 1936م)، وتوقفت بعد عشر سنوات من صدورها، ثم صدرت مجلة “فتاة العرب” عام (1937م)، وكانت أدبية اجتماعية ليست ببعيدة عن النواحي السياسية، لكنها توقفت بعد سبعة أشهر، كذلك صدرت مجلة “فتاة الرافدين” عن القنصلية البريطانية في العراق عام (1934م)، وصدر عدد آخر من المجلات منها: مجلة “بنت الرشيد”، و”الأم والطفل”، و”الاتحاد النسوي العراقي”، و”زين”، و”المرأة”، و”رسالة المرأة”، لكن الصحافة النسائية العراقية عانت من تأثير الموقف السياسي تجاه الصحافة، لدرجة أنه لم يكن موجودا قبل سقوط نظام صدام حسين في العراق غير مجلة واحدة تصدر عن الاتحاد العام لنساء العراق، وهي مجلة “المرأة”.

الصحافة النسائية في الأردن وفلسطين

عُرفت الصحافة الأردنية النسائية في الخمسينيات من القرن الماضي حيث صدرت مجلة “فتاة الغد” عام (1950م)، واستمرت خمس سنوات، ثم صدرت مجلة “الأسرة” في (مايو 1961م)، والتي توقفت بعد ست سنوات، ثم صدرت عدة مجلات منها: مجلة “أسماء” الشهرية عام (1967م)، وكانت تصدر عن الاتحاد الثقافي في فرنسا، ومجلة “فـرح” التي صدرت عام (1988م)، والتي أعلنت في عددها الأول أن مهمتها صناعة الفرح وترويجه لكل أسرة.

أما الصحافة النسائية الفلسطينية فشاركت المرأة الفلسطينية في الصحافة منذ نشأتها، لكن نظرا لخصوصية الأوضاع السياسية التي مرت بها فلسطين فقد ولدت تلك الصحافة مع معاناة الشعب ونضاله من أجل التحرير، ومن هذه الصحف: “صوت المرأة الفلسطينية”، وأصدرها “الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية” عام (1967م)، وكانت أشبه بالنشرة، لكنها توقفت في نفس العام بعد النكسة، كما صدرت مجلة “الفلسطينية الثائرة” في (فبراير 1970م)، وكانت تصدر عن اتحاد المرأة الفلسطينية بالأردن، ومجلة “الفلسطينية” التي صدرت عام (1988م).

الصحافة النسائية في بلاد المغرب العربي

المغرب: عرفت المغرب الصحافة النسائية في (أكتوبر 1970م) عندما صدرت مجلة “عائشة”، وهي مجلة فصلية يصدرها “الاتحاد النسائي المغربي”، وترأسها الأميرة “للا فاطمة” شقيقة الملك الراحل الحسن الثاني، ومجلة “المرأة” التي صدرت عام (1981م)، ومجلة (8 مارس) وهي مجلة شهرية تقدمية، وقد أخذت المجلة اسمها عن اليوم العالمي للمرأة، ومجلة “نساء المغرب” صدرت عام (1986)، ومجلة “فرح” عام (1989م)، وتصدر باللغة الفرنسية، وتصدر كل شهرين.

تونس: تعد تونس من الدول العربية التي لا توجد بها صحافة نسائية واسعة الانتشار؛ إذ عاشت فترة طويلة لا يوجد فيها إلا مجلة واحدة هي “المرأة” الصادرة عن الاتحاد القومي النسائي التونسي، وما زالت تصدر، أما أول مجلة ظهرت في تونس فكانت مجلة “ليلى” عام (1936م)، ثم صدرت مجلة “الإلهام” عام (1955م)،ومجلة “فائزة” عام (1959م) التي أصدرتها “درة أبو زيد”، وتوقفت عن الصدور عام (1968م)، كذلك صدرت مجلة “صوت المرأة” عام (1960م)، ومجلة “نساء” عام (1985م)، أنشأها الطاهر حداد ممثل الحركة النسائية الجديدة في تونس، وكانت تصدر باللغتين العربية والفرنسية، لكنها توقفت.

الجزائر: كانت مجلة “الجزائرية” هي أول مجلة نسائية تصدر في البلاد، وظلت هذه المجلة تحتكر ساحة الصحافة النسائية حتى عام (1990م) عندما أباح القانون حرية إصدار الصحف، حيث صدرت مجلة “نون” عام (1990م)، ومجلة “أنوثة”الشهرية في (مارس 1991م)، لكنها لم تستمر طويلا، وجريدة “السمرة”الأسبوعية عام (1992م)، وهي ذات اتجاه ديني، وجريدة “نصف الدنيا”.

ليبيا: عرفت ليبيا الصحافة النسائية في الستينيات عندما صدرت مجلة “المرأة”الشهرية عام (1964م)، ورأست تحريرها “خديجة الجاهمي”، ثم صدرت مجلة “البيت” عام (1974م)، وكانت نصف شهرية، ومجلة “الانطلاقة” عام (1982) عن الاتحاد العام للجمعيات النسائية، ومجلة “رسالة الجمعية” التي أصدرتها جمعية النهضة النسائية عام (1964م)، وكانت سنوية.

موريتانيا: تعد الصحافة النسائية في موريتانيا حديثة النشأة، حيث إن البلاد لم تعرف الصحافة بوجه عام إلا بعد الاستقلال في عام (1960م)، وقد صدرت مجلة “الشروق”، ومجلة أخرى هي “مريم” -على اسم زوجة الرئيس الموريتاني السابق “مختار ولد دادة”- وكانت تصدر باللغة الفرنسية.

الصحافة النسائية الخليجية

الكويت: شهدت منطقة الخليج العربي طفرة صحفية تزامنت مع الطفرة البترولية التي شهدتها المنطقة، وتأتي الكويت كأول دولة خليجية عرفت الصحافة النسائية، فقد صدرت أول مجلة نسائية “أسرتي” عام (1384هـ=1965م)، وقد لعبت “غنيمة فهد المرزوق” دورا كبيرا في استمرارها بعد غزو العراق للكويت، وتعد من أقدم المجلات النسائية التي ما زالت تصدر، كذلك صدرت مجلة “سمرة” في (يوليو 1993م) والتي أعلنت أنها مجلة تخاطب الرجل والمرأة معا في عموم العالم العربي، وتميزت بجودة الإخراج الصحفي، ومجلة “المرأة الكويتية”، وهي مجلة فصلية صدرت في (أكتوبر 1993م).

الإمارات: شهدت الصحافة النسائية في الإمارات نهضة كبيرة رغم حداثة نشأة الصحافة بالبلاد، وتعد المجلات النسائية الصادرة من الإمارات من أشهر المجلات في العالم العربي، ومنها: مجلة “زهرة الخليج” التي صدرت في (3 من جمادى الأولى 1399هـ=31 من مارس 1979م)، وهي مجلة أسبوعية، ويطبع منها أكثر من مائة ألف نسخة أسبوعيا، ومجلة “درة الإمارات” صدرت في (أكتوبر 1989م) عن جمعية نهضة المرأة الظبيانية، ومجلة “كل الأسرة” وصدرت في (5 من جمادى الأولى 1414هـ=20 من أكتوبر 1993م).

عُمان: توجد مجلات نسائية في سلطنة عمان رغم حداثة نشأة الصحافة بها، ومنها: مجلة “الأسرة” التي صدرت في (أغسطس 1974م)، ومجلة “العُمانية”التي صدرت عام (1982م).

السعودية: يساهم السعوديون في إصدار عدد من المجلات النسائية داخل المملكة وخارجها، منها: مجلة “الضياء” التي صدرت عام (1397هـ=1977م)، ومجلة “الأمل” وتصدر سنويا عن معهد التربية الفكرية للبنات بالرياض، وصدرت في (1399هـ=1979م)، ومجلة “الشرقية”وتصدر خارج المملكة، وصدر العدد الأول منها في (يناير 1974م)، ومجلة “عالم حواء” وصدر عددها الأول في (مايو 1991م)، ومجلة “سيدتي” وصدر عددها الأول في (11 من مارس 1981م)، ومجلة “هــي” وصدر عددها الأول في (أغسطس 1992م)، ومجلة “الجميلة”وصدرت في (أكتوبر 1994م)، والمجلات الثلاث الأخيرة تصدر عن الشركة السعودية للأبحاث والتسويق والنشر، ومقرها لندن.

قطر: تصدر في قطر مجلة نسائية تكاد تكون المجلة الوحيدة وهي مجلة “الجوهرة”، وصدرت في (يناير 1977م).

البحرين: رغم أن تعليم المرأة في البحرين قد بدأ مبكرا عندما أنشئت أول مدرسة للبنات عام (1928م) فإن الصحافة النسائية المتخصصة لم تظهر فيها، وإن كانت عرفت الصفحات المتعلقة بالمرأة والأسرة في الجرائد والمجلات التي تصدر في البلاد.

اليمن: تصدر بها بعض المجلات النسائية منها: مجلة “نساء اليمن”، وكانت تصدر في جنوب اليمن قبل الوحدة، وصدرت عام (1982م) بعد أحد عشر عاما من نشأة الصحافة في اليمن، وكانت تصدر عن الاتحاد العام لنساء اليمن، وإذا كانت الصحف اليمنية قد خصصت ركنا للمرأة على صفحاتها كتبت فيه بعض الصحفيات، إلا أن الصحافة النسائية في اليمن جاءت متأخرة بعض الشيء، ومن الصحف التي صدرت مجلة “أروى” عام (1990).

أهم المراجع:

    • إسماعيل إبراهيم: الصحافة النسائية في الوطن العربي- الدار الدولية للنشر والتوزيع- القاهرة- الطبعة الأولى-1996م.
    • فيليب دي طرازي: تاريخ الصحافة العربية- دار صادر- بيروت- بدون تاريخ.
    • فاروق أبو زيد: الصحافة المتخصصة- عالم الكتب- القاهرة- الطبعة الثانية-1993م.
    • آمال السبكي: “الحركة النسائية في مصر ما بين الثورتين 1919و1952م- الهيئة المصرية العامة للكتاب- القاهرة- 1986م.

وللاستزادة يمكن الرجوع إلى:

  • إجلال خليفة: الصحافة النسائية في مصر سنة 1919-1939- رسالة ماجستير غير منشورة- كلية الآداب- جامعة القاهرة- 1965.
  • إجلال خليفة: الصحافة النسائية في مصر سنة 1940-1965- رسالة دكتوراة غير منشورة- كلية الآداب- جامعة القاهرة- 1970.
  • أسامة مشعل: المجلات النسائية- رسالة دكتوراة غير منشورة- جامعة الإمام محمد بن سعود- السعودية- 1416هـ.

** محرر النطاق الثقافي بموقع إسلام أون لاين.نت.