يباح للصائم ما يأتي:

1 – النزول في الماء، والانغماس فيه للاغتسال، لما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «كان يصب على رأسه الماء وهو صائم من العطش أو من الحر»، رواه أحمد ومالك وأبو داود بإسناد صحيح. وإذا دخل الماء إلى جوف الصائم من غير قصد، فصومه صحيح لأنه يشبه الناسي.

2 – الاكتحال والقطرة في العين، ولو وجد طعمها في حلقه، لأن العين ليست منفذاً إلى الجوف، وكذلك القطرة في الأذن، أما ما يدخل عن طريق الفم والأنف، فهو مفطر.

3 – المضمضة والاستنشاق دون مبالغة، فإن بلع شيئاً من الماء بغير قصد لا يفطر لأنه يشبه الناسي.

4 – القبلة لمن قدر على ضبط نفسه، ولا فرق في ذلك بين الشباب والشيوخ، لأن المهم القدرة على ضبط النفس، فمن كان من عادته أن تتحرك شهوته بالقبلة كره له ذلك، وفي الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبِّل وهو صائم (متفق عليه) وأن عمر بن الخطاب قبَّل يوماً وهو صائم، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: صنعتُ اليوم أمراً عظيماً، قبَّلتُ وأنا صائم. فقال صلى الله عليه وسلم: «أرأيتَ لو تمضمضتَ بماء وأنت صائم؟» قال عمر: لا بأس بذلك، قال: «ففيمَ؟» أي لِم السؤال (رواه أحمد وأبو داود).

5 – الحجامة: وهي أخذ الدم من الرأس، والفصد: وهو أخذ الدَّم من أي عضو في الجسم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتجم وهو صائم، (روى ذلك البخاري في صحيحه)، أما إذا كانت تضعف الصائم فهي مكروهة.

6 – الحقنة الشَّرجية التي تستخرج بها فضلات الجسم، لأن ما يدخل بها إلى الجسم دواء لا غذاء، وهو يدخل من غير المنفذ المعتاد.

7 – ويباح للصائم ما لا يمكن التحرز منه كبلع الريق، وغبار الطريق، كما يُباح شم الروائح الطيبة، ويباح للمرأة عند الضرورة أن تذوق الطعام، ثم تلفِظه حتى لا يدخل إلى جوفها فتفطر.

8 – ويباح للصائم أن يستيقظ على جنابة، سواء كانت من احتلام، أو من جماع، والأفضل الاغتسال من الجماع قبل النوم. وقد روت عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصبح جنباً من جماع ثم يغتسل ويصوم) متفق عليه.

9 – ويباح للصائم الاستمرار في الأكل حتى طلوع الفجر، فإذا طلع الفجر وفي فمه طعام، وجب عليه أن يلفظه، فإن فعل، صح صومه، وإن ابتلع ما في فمه من طعام مختاراً أفطر، والأفضل أن يُمسك عن الطعام قبل الفجر بقليل.