ولدت عائشة بنت إسماعيل باشا تيمور سنة (1256هـ = 1840م)، ووالدها من أصل كردي، كان أبوه ضابطا من رجال محمد علي، تولى عدة مناصب هامة.

نشأت عائشة في بيت علم وسياسة، فأبوها كان يعمل رئيسا للحاشية الملكية، وله شغف بمطالعة كتب الأدب. وكانت عائشة تميل إلى القراءة، فأحضر لها والدها أستاذين، يقوم أحدهما بتعليمها القراءة والكتابة، والآخر بتحفيظها القرآن، وتعليمها مبادئ الفقه الإسلامي.

لقيت عائشة من أبيها كل تشجيع، وكان يتابع تطورها وتقدمها في دراسة الأدب، ويدافع عنها في وجه أمها التي كانت ترى في ميل ابنتها شذوذا عن باقي بنات جنسها، وكان يقول لها: “دعي هذه الطفلة للقرطاس والقلم، ودونك شقيقتها فأدبيها بما شئت من الحِكم…”.

تزوجت عائشة التيمورية وهي في الرابعة عشرة من عمرها سنة (1271هـ = 1854م)، وهيأت لها حياتها الرغدة أن تستزيد من الأدب واللغة،فاستدعت سيدتين لهما إلمام بعلوم الصرف والنحو والعروض، ودرست عليهما حتى برعت،وأتقنت نظم الشعر باللغة العربية، كما أتقنت اللغتين التركية والفارسية، وقد أخذتهما عن والديها.

تولت عائشة تعليم أخيها أحمد تيمور، وكان والدها قد توفي بعد ميلاده بعامين، فتعهدته بالتربية والتعليم حتى عرف طريقه، وقد صار بعد ذلك واحدا من رواد النهضة الأدبية في العالم العربي.

فقدت عائشة ابنتها “توحيدة” وكانت حبيبة إليها، تحب الشعر مثلها، وتعلمت العروض وكتبت شعرا تنعي فيه نفسها، وكان هذا الحادث الأليم عميق الأثر في نفس عائشة حيث ظلت 7 سنوات بعد وفاة ابنتها في حزن دائم وبكاء لا ينقطع،وأحرقت في ظل الفاجعة أشعارها كلها إلا القليل، غير أنها كتبت قصائد تفيض بالأسى واللوعة، وتصور الأمومة الملهوفة وأحاسيس الحنان والحرمان، وقد جمع شعرها في ديوان باسم “حلية الطراز”.

نشرت عائشة في جريدة الآداب والمؤيد عددا من المقالات عارضت فيها آراء قاسم أمين ودعوته إلى السفور.

لعائشة التيمورية من الكتب “مرآة التأمل في الأمور”، دعت فيه الرجال إلى الأخذ بحقهم من الزعامة والقوامة على المرأة دون تفريط في واجبهم نحو المرأة من الرعاية والتكريم.وألفت كتابا يضم مجموعة من القصص باسم “نتائج الأحوال في الأقوال والأفعال”.

كانت عائشة أسبق في الدعوة إلى تحسين أحوال المرأة والنهوض بها من قاسم أمين، ومهدت السبيل في مجال المقالة الاجتماعية لباحثة البادية.

توفيت عائشة التيمورية في (23 من المحرم 1320هـ = 2 من مايو 1902).


أحمد تمام