مرحبا بكم أيتها الأخت الفاضلة أم الطفل الصغير الغالي؛ جعله الله سبحانه قرة عين لكما وأسأل الله عز وجل أن يجعلني دوما ممن يدلون على الخير.
أما عن مشكلة الصغير الحبيب؛ فهي تدور حول (3) سلوكيات تربوية مقلقة لكما.
1-العناد.
2-رفض التدريب على قضاء الحاجة.
3-الغيرة.

بداية أذكرك وكل الأحبة القراء من الآباء والأمهات؛ بهذه القاعدة الذهبية التربوية:
(إن أي سلوك غير سوي عند الأطفال ما هو إلا رسالة رفض أو تمرد ضد خلل تربوي والدي أو بيئي يواجهه).
أي أن السلوكيات غير السوية عند الأطفال؛ ما هي إلا عبارة عن طريقة أو وسيلة دفاعية، أو سلاح هجومي ضد تعامل الآخر معه.

فلنفتش معكِ عن الأسباب الوالدية التربوية الخاطئة؛ والتي أفرزت هذه السلوكيات التربوية عند هذا الحبيب الصغير:
1-عدم فهم سمات المرحلة السنية التي يمر بها.
2-عدم تلبية احتياجات الطفل، في هذه المرحلة غير المعروفة لنا.

ولكننا سنذكر أهم وأبرز الاحتياجات العامة للأطفال؛ والتي تحتاج من الوالدين إلى إشباعها:
– الحب؛ من كل المحيطين؛ خاصة عند قدوم أي ضيف جديد وهو الوليد.
– التقدير؛ على أي عمل أو قول.
– الدعم الإيجابي؛ بالتشجيع والمكافأة والثناء والمدح.
– اللعب والترفيه والترويح.
– الانتماء؛ أي الشعور بالدفء الأسري والحنان الوالدي؛ خاصة عند قدوم الوليد الجديد.
– التوجيه؛ وتفهيمه الصواب والخطأ بهدوء؛ واستعمال معايير ثابتة للثواب والعقاب.
– الحرية؛ وعدم التضييق المادي والمعنوي.

3-القسوة الوالدية؛ بالضرب الشديد كرد فعل عنيف وعشوائي على الأخطاء؛ وذلك لعدم وجود المعايير الثابتة للثواب والعقاب.. فتكوّن رابط ذهني وعصبي بينه وبين القصرية والضرب؛ فكره هذه العملية ككل؟!.
وقد سبق لنا الحديث عن هذه الصراعات في استشارات لنا سابقة، نرجو الرجوع إليها.
4-الغيرة من الضيف الجديد؛ وكأن لسان حاله يقول: لِمَ تجبروني على قضاء الحاجة بطريقة تختلف عن طريقة أختي الصغيرة والتي تتعامل بحرية وحماية وعطف حتى ولو “عملتها” على نفسها؟!

أما عن الشروط الـ(13)الذهبية لعملية التدريب أو كيف يدير الوالدان صراع أو معركة قضاء الحاجة الخالد؟
-ونذكرك بأننا سبق وتحدثنا عن هذه القضية- فسنحاول الإيجاز هنا، منعا للتكرار:

أولا: الفهم: يجب على الوالدين معرفة أن العمر الطبيعي المتوقع عنده القدرة على التحكم في التبول؛ هو من (2) إلى (4) سنوات؛ إذن لا يمكن أن نقول إنها مشكلة قبل عمر أربع سنوات.
الطفل الطبيعي التحكم في عملية التبرز مع بلوغه 30 شهرا، أي سنتين ونصف؛ وذلك لاكتمال نمو العضلة المسئولة عن التحكم في التبرز في مثل هذه السن. وهناك اختلافات شديدة بين الأطفال فلا يقارن طفل بطفل، فلكلٍ طبيعته، ولكلٍ ظروفه.
ثانيا: الجدية: فلا تؤخذ بتراخي.
ثالثا: التعاون: سواء الوالدين بعضهما مع البعض أو الوالدين مع الطفل، أو كل المحيطين به.
رابعا: الاستمرارية: فلا تقطع لأي طارئ؛ فأي انتكاسة تعني عدم الجدية وعدم الالتزام من قبل الوالدين.

خامسا: الثبات: فيجب أن نحاول تثبيت وقت التدريب اليومي، وتثبيت موعد ذهابه قبل النوم وتثبيت وقت إيقاظه من النوم للذهاب للحمام، وتثبيت مكان الحمام، وتثبيت مكان نومه.
فعملية التثبيت كلها تبني ما يعرف بالرابط الذهني؛ وبرد فعل انعكاسي، فيشعر الطفل بالرغبة في الإخراج عند هذا الوقت الثابت والمكان الثابت.

سادسا: الرفق: فلا يعاقب معنويا أو ماديا أو حتى قوليا لأي خطأ، ويكفي حرمانه من المكافأة.
سابعا: الصبر: فلا نفقد الأمل، وعلى الأم أن تبذل قصارى جهدها، وتُصرّْ على جلوسه على المرحاض حتى لو رفض هو الانصياع لذلك.

ثامنا: التهيئة الإيجابية: فنحبب إليه مكان التدريب؛ بوضع بعض اللعب المحبَّبة له، وتجلس الأم بجواره مدة بقائه وتحكي له بعض القصص أو تنشد له بعض الأناشيد.
تاسعا: الإيجابية: أي إشعار الطفل بمسؤوليته الفردية ودوره الشخصي والهام في تنمية وتطوير قدراته في التحكم في نفسه.
عاشرا: الدعم والتعزيز الإيجابي: والتدعيم هو رسالة قولية أو فعلية تنشئ أو تقوي سلوكا. ويشمل هنا كل الرسائل التربوية اللفظية والحركية؛ المباشرة وغير المباشرة؛ المعنوية والمادية؛ والتي تبني روح المبادرة والإيجابية والتحفيز في نفوس الأطفال، ومكافأتهم على كل مرة يعلنون رغبتهم في قضاء الحاجة.
إن عملية التمرين كأي تدريب على سلوك جديد يحتاج إلى حافز ودافع؛ فيحتاج عند الإنجاز والاستجابة إلى الكثير من التعزيز والتشجيع:
أ-التشجيع المعنوي: الابتسامة ـ التصفيق ـ الاحتضان ـ القبلة ـ الملامسة ـ مسح الرأس وفرك الشعر ـ المداعبة والممازحة ـ المصاحبة ـ الثناء ـ المدح.
ب-التشجيع المادي: الهدايا والعطايا ـ الحلوى ـ اللعب الصغيرة.
والتعزيز الفعال هو أن يتم في التو ولا يؤجل وإلا أصبح جزاء فلا تظهر المكافأة إلا في حالة التبول في المكان المخصص لذلك، لخلق رابط عصبي؛ فهذا ينبِّه الطفل وجهازه العصبي، وكأنها ردود فعل انعكاسية.

حادي عشر: التصميم: إن معركة أو صراع قضاء الحاجة الخالد؛ هو صراع سلوكي، ومعركة على الوالدين أن يديراها بحكمة وفهم وصبر وتصميم على إنجاز المهمة، من أجل مصلحة الحبيب. ومن يصمم ويصبر فسيحقق هدفه في النهاية.
ثاني عشر: الدعاء:
فلا تنسي دعاء عباد الرحمن الخاشع السابغ:
“رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاما”. [الفرقان 74]
فسيكون بحول الله سبحانه، قرة أعين لوالديه ولأمته، وسيكون للمتقين إماما؛ علميا وخلقيا وسلوكيا.

ثالث عشر: الحرص على قراءة أذكار النوم والرقية الشرعية؛ وهي موجودة بأي كتاب للأذكار، والمسح بها على أبنائك قبل النوم.
وأخيرا؛…
تقبلوا السلام والدعاء الخالص، لكم ولكل المتسائلين على موقعنا المميز (إسلام أون لاين)؛ قسم (معا نربي أبناءنا).
وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

اقرأ أيضًا:

اسم الخبير
د/حمدي عبد الحفيظ شعيب